كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل أسكناه في الأرض ثم أخرجناه منها ينابيع كالعيون والآبار فكل ماء في الأرض من السماء {وإنّا على ذهاب به لقادرون} وصح من حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة» أخرجه مسلم.
وعن ابن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله عز وجلّ أنزل من الجنة خمسة أنهار سيحون وجيحون ودجلة والفرات والنيل، أنزلها الله عز وجلّ من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل استودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس فذلك قوله: {وأنزلنا من السماء ماء بدر فأسكناه في الأرض} فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله عز وجلّ جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمسة فيرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: {وإنا على ذهاب به لقادرون} فإذا رفعت هذه الأشياء كلها من الأرض فقد أهلها خير الدين والدنيا» وروى هذا الحديث البغوي في تفسيره.
وقال روى هذا الحديث الإمام الحسن بن سفيان بن عثمان بن سعيد بالإجازة عن سعيد بن سابق الإسكندارني عن مسلمة بن على عن مقاتل بن حيّان عن عكرمة عن ابن عباس.
ثم ذكر ما أنبت بالماء.
فقال تعالى: {فأنشأنا لكم به} أي بالماء {جنات} أي بساتين {من نخيل وأعناب} إنما أفردهما بالذكر لكثرة منافعهما فإنهما يقومان مقام الطعام والإدام والفواكة رطبًا ويابسًا {لكم فيها} أي في الجنات {فواكة كثيرة ومنها تأكلون} أي شتاءً وصيفًا {وشجرة} أي وأنشأنا لكم شجرة وهي الزيتون {تخرج من طور سيناء} أي من جبل مبارك وقيل من جبل حسن قيل هو بالنبطية وقيل بالحبشة وقيل السريانية ومعناه الجبل الملتف بالأشجار.
وقيل كل جبل فيه أشجار مثمرة يسمى سيناء وسينين وقيل هو من السناء وهو الارتفاع وهو الجبل الذي منه نودي موسى بين مصر وإيلة وقيل هو جبل فلسطين وقيل سيناء اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده.
وقيل هو اسم المكان الذي فيه هذا الجبل {تنبت بالدهن} أي تنبت وفيها الدهن وقيل تنبت بثمر الدهن وهو الزيت {وصبغ للآكلين} الصبغ الأدام الذي يكون مع الخبز ويصبغ به جعل الله في هذه الشجرة المباركة أدمًا وهو الزيتون ودهنًا وهو الزيت وخصّ جبل الطور بالزيتون لأنه منه نشأ وقيل إن أول شجرة نبتت بعد الطوفان الزيتون وقيل إنها تبقى في الأرض نحو ثلاثة آلاف سنة.
قوله عز وجلّ {وإن لكم في الأنعام لعبرة} أي أية تعتبرون بها {نسقيكم مما في بطونها} أي ألبانها ووجه الاعتبار فيه أن اللبن يخلص إلى الضرع من بين فرث ودم بإذن الله تعالى ليس فيه منهما شيء فيستحيل إلى الطهارة وإلى طعم يوافق الشهوة والطبع ويصير غذاء، وتقدّم بسط الكلام بما فيه كفاية في سورة النحل {ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون} يعني كما تنتفعون بها وهي حية فكذلك تنتفعون بها بعد الذبح للأكل {وعليها} أي وعلى الإبل {وعلى الفلك تحملون} أي على الإبل في البر وعلى السفن في البحر.
قوله تعالى: {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} أي ما لكم معبودًا سواه {أفلا تتقون} أي أفلا تخافون عاقبة إذا عبدتم غيره {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم} أي آدمي مثلكم مشارك لكم في جميع الأمور {يريد أن يتفضل عليكم} أي إنه يحب الشرف والرياسة متبوعًا وأنتم له تبع {ولو شاء الله لأنزل ملائكة} يعني بإبلاغ الوحي {ما سمعنا بهذا} يعني الذي يدعونا إليه نوح {في آياتنا الأولين إن هو إلا رجل به جنة} يعني جنون {فتربصوا به حتى حين} يعني إلى الموت فتستريحوا منه {قال رب انصرني بما كذبون} يعني أعني بإهلاكهم بتكذيبهم إياي {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا} يعني بمرأى منا قاله ابن عباس.
وقيل بعلمنا وحفظنا لئلا يتعرض له أحد ولا يفسد عليه عمله {ووحينا} قيل: إن جبريل علمه عمل السفينة ووصف له كيفية اتخاذها {فإذا جاء أمرنا} يعني عذابنا {وفار التنور} قيل هو التنور الذي يخبز فيه وكان من حجارة، وقيل التنور هو وجه الأرض والمعنى أنك إذا رأيت الماء يفور من التنور {فاسلك فيها} يعني فأدخل في السفينة {من كل زوجين اثنين} يعني من كل حيوان ذكر وانثى {وأهلك} يعني وسائر من آمن بك {إلا من سبق عليه القول} يعني وجب عليه العذاب {منهم} يعني الكفار وقيل أراد بأهله أهل بيته خاصة والذي سبق عليه القول منهم هو ابنه كنعان {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} قوله عز وجلّ {فإذا استويت} يعني اعتدلت {أنت ومن معك على الفلك} يعني في السفينة {فقل الحمد لله الذين نجانا من القوم الظالمين} يعني الكافرين {وقل رب أنزلني منزلًا مباركًا} قيل موضع النزول وهو السفينة عند الركوب.
وقيل هو وجه الأرض بعد الخروج من السفينة وأراد بالبركة النجاة من الغرق وكثرة النسل بعد الإنجاء {وأنت خير المنزلين} معناه أنه قد يكون الإنزال من غير الله كما يكون من الله فحسن أن يقول وأنت خير المنزلين لأنه يحفظ من أنزله ويكلؤه في سائر أحواله ويدفع عنه المكره بخلاف منزل الضيف فإنه لا يقدر على ذلك.
{إن في ذلك} يعني الذي ذكر من أمر نوح والسفينة وإهلاك أعداء الله {لآيات} يعني دلالات على قدرتنا {وإن كنا} يعني وما كنا {لمبتلين} يعني إلا مختبرين إياهم بإرسال نوح ووعظه وتذكيره لننظر ما هم عاملون قبل نزول العذاب بهم.
قوله تعالى: {ثم أنشأنا من بعدهم} يعني من بعد إهلاكهم {قرنًا آخرين} يعني عادًا {فأرسلنا فيه رسولًا منهم} يعني هودًا قاله أكثر المفسرين وقيل القرن ثمود والرسول صالح والأول أصح {إن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون} يعني هذه الطريقة التي أنتم عليها مخافة العذاب {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة} يعني بالمصير إليها {وأترفناهم} يعني نعمناهم ووسعنا عليهم {في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون} يعني من مشاربكم {ولئن أطعتم بشرًا مثلكم إنكم إذًا لخاسرون} يعني لمغبونون {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابًا وعظامًا أنكم مخرجون} يعني من قبوركم أحياء. اهـ.
{الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} الخشوع حالة في القلب من الخوف والمراقبة والتذلل لعظمة المولى جل جلاله، ثم يظهر أثر ذلك على الجوارح بالسكون والإقبال على الصلاة وعدم الالتفات والبكاء والتضرع، وقد عدّ بعض الفقهاء الخشوع في فرائض الصلاة، لأنه جعله بمعنى حضور القلب فيها، وقد جاء في الحديث: لا يكتب للعبد في صلاته إلا ما عقل منها، والصواب أن الخشوع أمر زائد على حضور القلب، فقد يحضر القلب ولا يخشع.
{عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ} اللغو هنا: الساقط من الكلام كالسب واللهو، والكلام بما لا يعني، وعدد أنواع المنهي عنه من الكلام عشرون نوعًا، ومعنى الإعراض عنه: عدم الاستماع إليه والدخول فيه، ويحتمل أن يريد أنهم لا يتكلمون به، ولكن إعراضهم عن سماعه يقتضي ذلك من باب أولى وأحرى.
{لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} أي مؤدّون، فإن قيل: لم قال فاعلون ولم يقل مؤدّون؟ فالجواب؛ أن الزكاة لها معنيان أحدهما: الفعل الذي يفعله المزكي أي أداء ما يجب على المال، والآخر المقدار المخرج من المال كقولك: هذه زكاة مالي، والمراد هنا الفعل لقوله: {فَاعِلُونَ} ويصح المعنى الآخر على حذف تقديره: هم لأداء الزكاة فاعلون.
{على أَزْوَاجِهِمْ} هذا المجرور يتعلق بفعل يدل عليه قوله: {غَيْرُ مَلُومِينَ} أي لا يلامون على أزواجهم ويمكن أن يتعلق بقوله: {حَافِظُونَ} على أن يكون على بمعنى عن {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يعني النساء المملوكات، {وَرَاءَ ذلك} يعني ما سوى الزوجات والمملوكات {لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ} يحتمل أن يريد أمانة الناس وعهدهم وأمانة الله وعهده في دينه أو العموم، والأمانة أعم من العهد، لأنها قد تكون بعهد وبغير عهد متقدم {رَاعُونَ} أي حافظون لها قائمون بها {على صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} المحافظة عليها هي فعلها في أوقاتها مع توفية شروطها، فإن قيل: كيف كرر ذكر الصلوات أولًا وآخرًا؟ فالجواب: أنه ليس بتكرار، لأنه قد ذكر أولًا الخشوع فيها وذكر هنا المحافظة عليها، فهما مختلفان، وأضاف الصلاة في الموضعين إليهم دلالة على ثبوت فعلهم لها {الوارثون} أي المستحقون للجنة، فالميراث استعارة، وقيل: إن الله جعل لكل إنسان مسكنًا في الجنة ومسكنًا في النار، فيرث المؤمنون مساكن الكفار في الجنة {الفردوس} مدينة الجنة وهي جنة الأعناب، وأعاد الضمير عليها مؤنثًا على معنى الجنة.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان} اختلف هل يعني آدم، أو جنس بني آدم {مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ} السلالة: هي ما يسل من الشيء أي ما يستخرج منه، ولذلك قيل إنها الخلاصة، والمراد بها هنا: القطعة التي أخذت من الطين وخلق منها آدم، فإن أراد بالإنسان آدم: فالمعنى أنه خلق من تلك السلالة المأخوذة من الطين، ولكن قوله بعد هذا {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً} لابد أن يراد به بنو آدم، فيكون الضمير يعود على غير من ذكر أولًا، ولكن يفسره سياق الكلام، وإن أراد بالإنسان ابن آدم فيستقيم عود الضمير عليه، ويكون معنى خلقه من سلالة من طين: أي خلق أصله وهو أبوه آدم ويحتمل عندي أن يراد بالإنسان الجنس الذي يعم آدم وذريته، فأجمل ذكر الإنسان أولًا ثم فصله بعد ذلك إلى الخلقة المختصة بآدم: وهي من طين، وإلى الخلقة المختصة بذريته. وهي النطفة، فإن قيل: ما الفرق بين من ومن؟ فالجواب على ما قال الزمخشري: أن الأولى للابتداء، والثانية للبيان. كقوله من الأوثان {فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ} يعني رحم الأمّ، ومعنى {مَّكِينٍ}: متمكن وذلك في الحقيقة من صفة النطفة المستقرّة، لا من صفة المحل المستقرّ فيه، ولكنه كقولك طريق سائر: أي يسير الناس فيه، وقد تقدّم تفسير النطفة والمضغة والعلقة في أول الحج {خَلْقًا آخَرَ} قيل: هو نفخ الروح فيه، وقيل: خروجه إلى الدنيا، وقيل: استواء الشباب وقيل على العموم من نفخ الروح فيه إلى موته {فَتَبَارَكَ الله} هو مشتق من البركة، وقيل: معناه تقدس {أَحْسَنُ الخالقين} أي أحسن الخالقين خلقًا، فحذف التمييز لدلالة الكلام عليه، وفسر بعضهم الخالقين بالمقدّرين، فرارًا من وصف المخلوق بأنه خالق، ولا يجب أن ينفي عن المخلوق أنه خالق بمعنى صانع كقوله: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطين} [المائدة: 110] وإنما الذي يجب أن ينفي عنه معنى الاختراع، والإيجاد من العدم، فهذا هو الذي انفرد الله به.
{سَبْعَ طَرَآئِقَ} يعني السموات، وسماها طرائق لأن بعضها طورق فوق بعض كمطارقة النعل، وقيل: يعني الأفلاك لأنها طرق للكواكب {وَمَا كُنَّا عَنِ الخلق غَافِلِينَ} يحتمل أن يريد بالخلق المخلوقين، أو المصدر.
{مَاءً بِقَدَرٍ} يعني المطر الذي ينزل من السماء، فتكون منه العيون والأنهار في الأرض، وقيل: يعني أربعة أنهار وهي النيل، والفرات، ودجلة، وسيحان، ولا دليل على هذا التخصيص، ومعنى بقدر: بمقدار معلوم لا يزيد عليه ولا ينقص منه.
{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ} يعني الزيتون، وإنما خص النخيل والأعناب والزيتون بالذكر: لأنها أكرم الشجر وأكثرها منافع، وطور سيناء: جبل بالشام وهو الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، وينسب الزيتون إليه لأنها فيه كثيرة وسيناء اسم جبل أضافه إليه كقوله: جبل أحد، وقرأ الباقون: بفتح السين ولم ينصرف للتأنيث اللازم، وقرئ بالكسر، ولم ينصرف للعجمة أو للتأنيث مع التعريف، لأن فعلاء بالكسر لا تكون ألفه للتأنيث، وقيل: معناه مبارك، وقيل ذو شجرة، ويلزم على ذلك صرفه {تَنبُتُ بالدهن} يعني الزيت، وقرئ {تنبت} بفتح التاء، فالمجرور على هذا في موضع الحال. كقولك جاء زيد بسلاحه، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {تُنْبِتُ} بضم التاء وكسر الباء، وفيه ثلاثة أوجه: الأول أن أنبت بمعنى نبت، والثاني حذف المفعول تقديره تنبت ثمرتها بالدهن والثالث زيادة الباء {وَصِبْغٍ لِّلآكِلِيِنَ} الصبغ الغمس في الإدام.
{فِي الأنعام} هي الإبل والبقر والغنم والمقصود بالذكر الإبل، لقوله: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الفلك تُحْمَلُونَ} وقد تقدم في [النحل: 80] ذكر المنافع التي فيها وتذكيرها وتأنيثها.
{مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ} استبعدوا أن تكون النبوّة لبشر؛ فيا عجبًا منهم إذ أثبتوا الربوبية لحجر! {يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ} أي يطلب الفضل والرياسة عليكم {مَّا سَمِعْنَا بهذا} أي بمثل ما دعاهم إليه من عبادة الله، أو بمثل الكلام الذي قال لهم، وهذا يدل على أنه كان قبل نوح فترة طويلة.
{بِهِ جِنَّةٌ} أي جنون. فانظر اختلاف قولهم فيه: فتارة نسبوه إلى طلب الرياسة، وتارة إلى الجنون {حتى حِينٍ} أي إلى وقت لم يعينوه، ولكن أرادوا وقت زوال جنونه على قولهم، أو وقت موته.
{انصرني بِمَا كَذَّبُونِ} تضمن هذا دعاء عليهم، لأن نصرته إنما هي بإهلاكهم وقد تقدم في [هود: 37] تفسير {بِأَعْيُنِنَا} ووحينا، {وَفَارَ التنور}، {وَلاَ تُخَاطِبْنِي} {فاسلك فِيهَا} أي أدخل فيها، وقد تقدم تفسير زوجين إثنين {وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ} إن مخففة من الثقيلة، {لَمُبْتَلِينَ}: اسم فاعل من ابتلى، ويحتمل أن يكون بمعنى الاختبار، أو إنزال البلاء {قَرْنًا آخَرِينَ} قيل: إنهم عاد ورسولهم هود، لأنهم الذين يلون قوم نوح، وقيل: أنهم ثمود ورسولهم صالح، وهذا أصح لقوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة} [المؤمنون: 41]، وأما عاد فأهلكوا بالريح {مِن قَوْمِهِ} قدم هذا المجرور على قوله: {الذين كَفَرُواْ} لئلا يوهم أنه متصل بقوله: {الحياة الدنيا} بخلاف قوله: {وَقَالَ الملأ مِن قَوْمِهِ الذين كَفَرُواْ} في غير هذا الموضع {وَأَتْرَفْنَاهُمْ} أي نعمناهم {بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} يحتمل أنهم قالوا ذلك لإنكارهم أن يكون نبيّ من البشر، أو قالوه أنفه من اتباع بشر مثلهم، وكذلك قال قوم نوح {أَيَعِدُكُمْ} استفهام على وجه الاستهزاء والاستبعاد {أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ} كرر أن تأكيدًا للأولى؛ ومخرجون خبر عن الأولى. اهـ.